غزة تصدّر 25 ألف زهرة لأوروبا في عيد الحب

"فالنتاين" غداً.. ورد وحب وتلوث في عواصم العالم


خلت واجهات محلات بيع الورود في الرياض أمس من اللون الأحمر، كما اختفت الهدايا والدمى الحمراء وغيرها من المواد التي قد تشير إلى ما يسمى "عيد الحب"، الذي يحتفل البعض به غداً، وجاء ذلك بعد أن قامت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنع أصحاب المحلات من بيع ورود وهدايا حمراء قبل الموعد بـ 48 ساعة.
وفضّل البعض تأجيل الاحتفال بـ "عيد الحب" إلى ما بعد يوم 14 فبراير، بعد أن حرصت الهيئة على منع بيع كل ما أحمر لونه ، مما زاد في أسعارها.
وكانت الهيئة قد عرضت أزياء نسائية مخالفة تشبه زي "بابا نويل" في ملتقى "خير أمة" منذ ثلاثة أسابيع لأن بها تشبهاً، وذلك ضمن معروضات أخرى لأشياء مخالفة.
وقامت " الوطن " بجولة على محلات الورود والهدايا صباح أمس، ولاحظت خلو واجهتها من الورود والهدايا الحمراء، واجتهد "أكبر" العامل في أحد محلات الورود والهدايا على فتح المحل باكرا يوم 12 فبراير، وعلى غير العادة ليجمع كل دمية تحمل اللون الأحمر أو شمعة أو وردة أو علبة أو شريط، فقد نبه عليه كفيله بألا يترك أي شيء لونه أحمر في المحل من يوم 12 فبراير وحتى 14 فبراير.
وقال عبدالله علي البائع في محل للورود إنهم تلقوا تنبيها من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالرياض الاثنين الماضي بأن لديهم فرصة لبيع الورود والهدايا الحمراء حتى يوم الأربعاء، وأضاف "من يوم الخميس رفعنا كل شيء لونه أحمر في المستودع لنعيدها الأحد 15 فبراير ، ويعود الوضع طبيعيا ، وبالنسبة لنا في المحل سوف نغلق اليوم لأننا مشغولون بتجهيز ( كوش) في حفلي زواج".
وذكر وليد مصطفى أن ثمن وردة مثل الروز والجوري ارتفع 30 ضعفا ليصبح سعرها 150 ريالا بدلا من سعرها الأصلي خمسة ريالات في الأيام العادية ، حتى ثمن الشريطة الحمراء التي تلف فيها الوردة. أو تغلف فيها الهدية قفز من 20 ريالا إلى 200 ريال ، مشيرا إلى أنه من 15 فبراير تعود الأسعار لطبيعتها.
وأضاف أنه لن توجد أي وردة حمراء إلا في بعض محلات الورود بداخل المستشفيات، وتتراوح أسعارها من 40 إلى 65 ريالا، ولكنها ليست من نوع الجوري بل أنواع أخرى، وقد توجد بعض السيارات المتوقفة على جنبات الشوارع أو في مواقف السيارات تبيع الورود بسرية وخفية، وهناك بعض المحلات التي تتعامل مع طلبات زبائنها بسرية، وتوصل الهدايا والورود للمنازل وبأسعار باهظة.
وأشار وليد إلى أن "أغلب محلات الورود والهدايا تغلق أبوابها يوم 14 فبراير، لأنها ممنوعة من بيع الورود والهدايا الحمراء، فهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تنبه عليهم بعدم بيع أي شيء أحمر قبل 48 ساعة من 14 فبراير ، وتجنبا للوقوع في المشاكل نغلق المحلات طوال يوم 14 فبراير".
وتزامن يوم الحب هذا العام مع الاختبارات الفصلية ليؤجل الكثير ممن اعتاد على الاحتفال به الاحتفال حتى نهاية الأسبوع، واتفقت شادن (طالبة في المرحلة الثانوية) مع صديقاتها على الاحتفال في أواخر الأسبوع لتنتهي الاختبارات وتنخفض أسعار الورود والهدايا الحمراء، وتضرب عصفورين بحجر واحد على حد قولها.
على صعيد آخر تحتفل بعض النساء بطريقتهن الخاصة بعيد الحب، ويحرصن على أن يكن مميزات في ذلك اليوم، ويرتدين زيا أحمر لارتباط اللون الأحمر بالحب، وعيد الحب بالذات، وانتشر مؤخرا بينهن زي ـ سانت كلوز ـ أو باب نويل الشهير أحمر مزين بحواف بيضاء من الفرو ، وقبعة حمراء في قمتها كرة بيضاء من الفرو.
وقبل عيد الحب بعدة أيام تعرض بعض المحلات ملابس ذات طابع مختلف تشير إلى عيد الحب إن كان بالرمز أو باللون، وتعمل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على مصادرتها.
وذكر لـ "الوطن" مصدر من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالرياض أن "الإشكال في منع كل ما يشير إلى عيد الحب ليس في اللون فقط، ولكن كل ما يرمز له، كما أن المصادرة ليست حصرا على الهيئة فقط. بل تشارك فيها عدة جهات منها الداخلية ووزارة التربية والتعليم، والتي تقوم فيها المدارس بمصادرة كل ما هو أحمر مع الطالبات والطلاب في ذلك اليوم، والمرور يوقف السيارات التي فيها ما يشير إلى عيد الحب بإيقاف السيارة أو إعطاء سائقها قسيمة مخالفة"، مشيرا إلى أن الهيئة تمر في الأسواق، وتعمل على منع المخالفات في الملبوسات أو كل ما يمس ذات الدين.
وأضاف أنه من الطبيعي مصادرة كل ما يشير إلى ذلك اليوم للحد من انتشار هذه الظاهرة بطريقة أو بأخرى، مؤكدا أن مواجهة هذه الظاهرة ليست حصرا على الهيئة، ولكن جاءت الهيئة في رأس الحربة، لأن الأمر له علاقة بالدين.
وقال المصدر إن "منع كل ما يشير إلى ذلك اليوم ليس فتوى دينية، ولكنه تعميم داخلي، وهو شيء ضد ديننا ونعمل على إزالته ، مشيرا إلى زيين نسائيين ضمهما معرض هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي أقيم مؤخرا في ملتقى "خير أمة" ضمن المصادرات، وقد صودرت لأن فيها تشبهاً.
من جهته أوضح الأستاذ بجامعة الإمام الدكتور عبدالعزيز العسكر أن "اللون الأحمر غير محرم، ولكن حرمته تأتي في نية مستخدمه إن كان لعيد الحب أو لغيره، أما بالنسبة للزي نفسه فأنا أرى كراهته شرعا، والبعد عنه أولى، لأنه يمس العقيدة لأن فيه تشبهاً، ومضاهاة لعقيدة النصارى، لأن "بابا نويل" يعني في عقيدتهم أن الله معنا، كما يرمز للعلاقة بين المسيح والتلميذ، وهناك نص في التوراة يشير إلى مريم العذراء " إن العذراء هي العذراء تحمل وتلد ابنا وتدعوه عما نويل" ودعوه "بابا" لأنهم يعتبرون أن المسيح أبوهم، وشدد الدكتور العسكر على تحريم هذا الزي النسائي لأن فيه تشبها.
شرح:
ورود خالية من اللون الأحمر في أحد المحلات بالرياض (تصوير: ماجدة عبدالعزيز)
هدايا باللون الأحمر مخبأة في أحد المحلات
زي نسائي وقبعة يشبه زي بابا نويل ضمهما معرض الهيئة في "ملتقى خير أمة".
وفي جدة تخلص باعة الورود من بضاعتهم أمام إشارات المرور الحمراء في الطرق الرئيسية. وكان مقابل كل وردة حمراء وردتان بيضاوان على سبيل الترضية، وانتشر في شوارع المدينة خصوصا الرئيسية منها والمنتهية بالكورنيش باعة الفل والياسمين وورود الروز الحمراء.
يقول قائد صالح وهو شاب في العقد الثالث من العمر إنه يحمي نفسه من القبض عليه بتهمة ترويج الورد الأحمر، خصوصا أنه من المقيمين بصفة غير نظامية، ولا يريد الدخول في مشاكل ربما تكلفه الحجز والترحيل، وفي المحلات التجارية لم يختلف الوضع كثيرا حيث كانت الردود متباينة بين تأكيد المنع وبين طلب السلامة.
وفي مؤسسة لبيع الزهور التقينا مسؤول المؤسسة محمد أسامة، وبسؤالنا عن سر تواجد كميات كبيرة من الورد الأحمر قال إن الورود الحمراء شأنها شأن الورود ذات الألوان الأخرى والمعروضة بجانبها، وإن كان هنالك إقبال من الزبائن لشراء الورد الأحمر خصيصا، وفي هذا الوقت بالذات.
وأكد أسامة أن "المؤسسة عازمة على عدم بيع الورد الأحمر غدا بالذات. حتى وأن كانت النوايا صافية ومخلصة لمناسبة أخرى، لأن واجبه كما يقول "هو محاربة كل دخيل على ديننا وقيمنا".
وأضاف " لن نبيع الورد الجميل الأحمر في هذا اليوم بالذات، مع العلم بأننا لا نتوقف عن بيع الورود كلها وبكل ألوانها طوال أيام العام"
وفي موقع آخر خلت منه باقات الورد الأحمر تماما، لم يكن هنالك سوى لون قريب من الورد الذي يطلب خصيصا لعيد الحب، وبسؤال بائع الورد عن إمكانية الحصول على هذا النوع منه أكد عدم وجوده لديه، وباقتناعه بأن "المناسبة الخاصة بنا تتوافق مع الغد وهي مناسبة خطوبة، ولا شأن لنا بعيد الحب ومسألة المنع أو البيع". إلا أنه نفى وجود هذا النوع لديه، وبعد
إلحاح طلب منا التريث قليلا ليغادر إلى مستودع خلف المحل جالباً لنا هذا النوع من الورد الأحمر، ولنتخلص من مأزق عيد الحب لم نتفق معه على السعر وأخبرناه بأنه مبالغ فيه ثم غادرنا المحل .

**

قبيل احتفالات عيد الحب "فالنتاين داي" لا تعم مشاعر الحب المتدفقة وحدها أجواء إيطاليا لكن يعمها أيضا غاز ثاني أكسيد الكربون الضار.
وذكرت منظمة "إيكو واي" المعنية بحماية البيئة أمس استنادا إلى نتائج إحدى الدراسات أن عمليات نقل ملايين الورود التي يتبادلها العشاق في هذا اليوم تسببت في انبعاث أكثر من أربعة ملايين طن من غاز ثاني أكسيد الكربون الملوث للبيئة في إيطاليا وحدها.
ومن المنتظر خروج نحو 17 مليون وردة من مدينة سان ريمو بحلول يوم عيد الحب الذي يوافق يوم غدٍ، ويتم نقل الزهور التي تقوم بدور "دليل الحب" من سان ريمو إلى مختلف المدن الإيطالية مما يعني استهلاك نحو 1600 لتر من البنزين.
ونصحت المنظمة "العشاق" باختيار الزهور التي تتم زراعتها في أقرب مكان لهم بهدف الحفاظ على البيئة في أيام الاحتفال بعيد الحب.

**

خففت إسرائيل أمس بصورة مؤقتة حصارها على قطاع غزة الذي تديره حركة المقاومة الإسلامية (حماس) للسماح لمزارعي الزهور الفلسطينيين بتصدير 25 ألف زهرة إلى أوروبا قبل عيد الحب.
وكمية الزهور الحمراء المسموح بتصديرها من قطاع غزة لا تمثل إلا جزءا يسيرا مما ينتجه المزارعون، ويقول كثير منهم إنه ليس أمامهم خيار سوى تقديم محصولهم من الزهور علفا للماشية.
وشددت إسرائيل حصارها على قطاع غزة بعد أن سيطرت حماس على القطاع بعد اقتتال مع قوات حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس عام 2007. وتسمح إسرائيل بمرور المساعدات لكن التصدير محظور إلا في حالات استثنائية.
وقال المسؤول في وزارة الدفاع بيتر ليرنر إن إسرائيل سمحت بصادرات أمس بناء على طلب هولندا، وتم شحن الزهور عبر إسرائيل إلى أوروبا من أجل الاحتفال بعيد الحب غداً، ولم يتضح بعد ما إذا كانت إسرائيل ستسمح بالتصدير في المستقبل.
ورغم أن غالبية سكان غزة البالغ عددهم 1.5 مليون نسمة لا يحتفلون بعيد الحب باعتباره مناسبة غربية تعرض بعض المتاجر زهورا حمراء وهدايا على شكل قلب.